الحاج باقر بن عبد الله بن سلمان القطان، من مواليد حي الحداديد عام 1351هـ، درس القرآن الكريم عند الملا علي القطان، والقراءة والكتابة عند طاهر بوخمسين. التحق بالمدرسة الابتدائية الأولى ليلاً، وبعدما أكمل دراسته بالصف الرابع الابتدائي، توقف عنها بسبب ظروفه المعيشية، ثم انضم مع والده بالقيصرية لبيع المواد الغذائية، بعدها استقل في نفس تجارة المواد الغذائية، أسس بعدها شركة عائلية للمواد الغذائية.. ولمعرفة المزيد عن هذه الشخصية لنتابع ما صرح به في لقائنا معه
.س/حدثنا عن أصول عائلة القطان.
ج/يقال أن أصول عائلة القطان ترجع لقبيلة بجنوب الجزيرة العربية.. هاجر أول شخص من أفرادها إلى الأحساء، وسكن بلدة القارة، ثم تكاثر أفراد العائلة. وكانت مهنهم بيع الملابس بالكراجة، ولقب العائلة بالقطان فيما بعد لأن تجارتهم كانت تعتمد على بيع القطن.هناك عوائل تحمل نفس اسم الشهرة (القطان) بحي الرقيات وبلدة الجفر ومنطقة الرياض، ولكن لا تربطنا بهم علاقة نسب. أما في الكويت، فتتواجد عائلة القطان وهم من نفس نسب العائلة، ولكن أيضاً هناك عوائل أخرى تحمل نفس الاسم ولكنها ليست من نفس النسب. أما عن أبرز الأسر المتداخلة مع عائلة القطان فهي: الجبارة والسعيد والعوض والعباد والهزيم.الشخصيات البارزة بالعائلة هم:1
- الوالد: كان عمدة على حي الرقيات لمدة ثلاثة عشر سنة، وكان يعمل على حساب الأطوال للبيوت والنخيل(مسّاح)، كما كان يسهم في تقسيم التركة. وشخصيته معروفة بالدولة.. ويقال من مواقفه أثناء أداء مسؤولية العمودية أن شخصاً مريضاً بأحد الأمراض المعدية، غادر المستشفى بدون أن يؤذن له من قبل إدارة المستشفى، فتم إبلاغ الوالد بذلك عن طريق مركز الشرطة، فأخبر الوالد بمنزله، وتم اللقاء به وتسليمه للجهات المختصة.2
- منصور وعبد الله وعلي أبناء حسن بن ناصر القطان: وكانت لهم وجاهة نظراً لأوضاعهم الاقتصادية المتميزة.3- حسين بن محمد القطان: كان هو مع محمد بن عمران الجبارة من الأبطال عرف بتدخلهما لحل مشاكل العائلة، كما برزت شجاعتهما وجرأتهما لإرجاع الحقوق العائلية ممن يسلبها منهم. ومن المواقف الدالة على ذلك، يقال أن أيام الأتراك كان البعض يأخذ بضاعة من تجار العائلة بدون رغبة لسداد المستحق المالي، فكان يتولى حسين بن محمد القطان المسؤولية لإرجاع الحق المالي ممن رفض سداد ما في ذمته.ويقال كذلك وقع خلاف أيام الأتراك بين حسن بن ناصر القطان مع رجل بدوي،فقام البدوي وأطلق النار على حسن في موقع غير حساس من جسده، فتدخل محمد الجبارة وأطلق النار على البدوي في أذنه فأرداه سريعاً.ومن مواقفهما أيضاً: تعرض حسن بن ناصر القطان للخطف من عائلة مشهورة بالأحساء، فتصدى حسين القطان ومحمد الجبارة لإرجاعه، وقال أحدهما للآخر: أما أنت فتقف في مدخل الحارة وأنا ادخل لإخراج حسن من أوساط الخاطفين. وبالفعل، نفذا ما اتفقا عليه، ولما يغادرا ذلك الموقع إلا وحسن معهما.4-طاهر بن عبد الله القطان: معروف عند شرائح المجتمع.. عُرف بكثرة تواصله مع العلماء والوجهاء في داخل المملكة وخارجها، وله مكانة في أوساط العائلة، فالكل يستمع لقراره ويلتزم به.4- علي بن طاهر القطان:اشتهر بإدارة الحسينية المعروفة (الحيدرية) وشهرته وسمعته ساهمت في نجاح تجارته.س/حدثنا عن تأسيس حسينية الحيدرية.ج/تم تأسيس حسينية الحيدرية في 21/9/1380هـ، عن طريق طاهر بن عبد الله القطان، وعلي بن طاهر القطان.أما مجلس القطان الواقع بالمسلخ، فقد أسس بدعم من أفراد العائلة وتم افتتاحه بتاريخ 1/10/1418هـس/حدثنا عن الحادث الذي ذهب ضحيته أفراد العائلة أثناء توجههم لزيارة الإمام الحسين(ع).ج/عدد أفراد الأسرة سبعة عشر من رجل وامرأة وأطفال كلهم من العائلة، وكانت رغبتهم الانفراد في السفر، وكان طريق سفرهم عبر الحدود الكويتية ومنها إلى العراق، وسائقهم لم يكن يعرف الطريق المؤدي للكويت، فسلك طريقا مخالفا للجادة فغابوا عن الأنظار فترة زمنية خصوصا وأن رفقاء السائق وصلوا الكويت. فتم إبلاغ الحكومة الكويتية ثم توسع البحث بإشراك شركة أرامكو السعودية، وتم العثور عليهم أمواتا ودفنوا في موقعهم بمنطقة صحراوية. س/حدثنا عن ملامح تجربتك في التجارة.ج/عملت في البداية في القيصرية لبيع المواد الغذائية مع الوالد، ثم فتحت محلاً مستقلاً في شارع الفوارس لسبع سنوات بعدما ترددت معلومة في أوساطنا عن احتمال إزالة القيصرية. ولكن بما أن الموقع الذي بشارع الفوارس مؤقتا وموقعه غير استراتيجي، تحولت إلى موقع آخر في شارع الحداديد، وكان بيعنا في البداية بالقطاع ثم قسمنا محلنا إلى موقعين قسم لبيع العطارة(قهوة وهيل)، وقسم للمواد الغذائية، ثم تحول بيعنا للجملة. ولتوسع مشروعنا التجاري فتحت محلاً آخر بالقرب من الدفاع المدني بالفاضلية، وقد كان هذا المحل في السابق يستخدم كمستودع منذ ثمان سنوات.وحاليا ندرس تحويل موقعنا إلى مكان بالقرب من محلات العامر لبيع المواد الغذائية(القديم) نظراً لضيق المواقف عند محلنا الحالي.س/حدثنا باختصار عن ملامح تجارتك.ج/صدق معاملتي مع الناس، والالتزام بالموعد في السداد للدائنين مع الاحتفاظ بالعملاء. كما أننا من أوائل من تاجر في بيع البهارات في الأحساء،.. وساهمنا في تأسيس شركة عائلية مع أبنائي، وهذا ساعد في تحقيق نجاحنا ولله الحمد، بالرغم من حجم العوائق التي واجهتنا ومنها هامش ربح المواد الغذائية فهو قليل نسبياً، أضف إلى ذلك محاكاة الآخرين لتجارتك بمنافسة غير شريفة من قبل البعض، فقد مرت علينا أوقاتاً وصلت المنافسة إلى درجة أن المنافس يستدعي الزبون الذي اشتر منا بضاعة للتو، ويعرض عليه سعر أقل، مما يجعل الزبون يرجع إلينا لرد البضاعة واسترجاعنقوده، ويشتريها ممن عرض عليه بسعر أقل. س/حدثنا عن أسباب تأسيس شركة.ج/بالنظر للسمعة والجاه أسست شركة عائلية مع بعض أبنائي عام 1418هـ، وكان إشراك الأبناء الذين يعملون معي لكبر سني وعدم قدرتي على مواصلة إدارة النشاط التجاري، بالإضافة إلى أنهم تركوا المجال الوظيفي في القطاع الحكومي،ساهم في إنجاح تجارتنا. وأبنائي هؤلاء هم: حسين وعبد المنعم وعبد الكريم وعبد الجليل ومحمد، ورأس مال شركتنا خمس وعشرين سهما لي خمسة عشر سهماً، والعشرة أسهم فهي مقسمة بينهم، نصيب كل واحد منهم سهمين، وجميع الشركاء يحصلون شهرياً على رواتب مقابل ما يقدمونه من جهد،كما أن نصيب كل شريك من ربح أو خسارة بمقدار نصيبه في رأس المال.س/ حدثنا عن من كان يعمل في بيع المواد الغذائية في السابق.ج/فأما في تجارة القطاعي فعبد الله القضيب، ياسين السليمان، سلمان الهاجري، حسن الرمضان، موسى القطان، عبد الله القرقوش، ياسين بو هويد، عبد الرسول الصالح، صالح الدخيل، خليفة الصالح.ومن التجار في بيع المواد الغذائية بالجملة: محمد بن سليمان الناصر، على بن حمد العامر، إبراهيم العمر، ناصر الشقاوي، عيسى بن الشيخ، أبناء حسن القطان.س/ حدثنا عن بعض المواقف التي في ذاكرتك.ج/من الوجهاء الذين تصدوا لحل مشاكل المجتمع الأحسائي: محمد العليو وعلي وطاهر الغزال ومحمد بن عيسى الشيخ وحجي بن عمران الجبارة.وقع حريق في شارع السويج تقريبا عام 1375هـ بسبب قرار سفلتة شارع السويج ابتهاجاً باستقبال الملك سعود،ومن باب التشخيص الخاطئ من قبل المقاول الموكل إليه في كميات ومواد السفلتة نتج عن ذلك القار حريقاً بالنظر لاشتعاله،وقد راح جراء هذا الحادث الكثير من الضحايا. شارع الملكي أنشأ عام 1381هـ.شارع الفوارس تم نزع ملكيته، وفي أثناء الحفر ظهرت جثث موتى، فسئل الشيخ محمد الهاجري، وأبلغ أن الشارع سيزال لا محالة منه كقرار حكومي، فقال: تجمع بقايا تلك الموتى وتدفن في حفرة ما.مقبرة الهفوف يقال أنها وقف من امرأة من عائلة البغلي.كذلك من المواقف في سوق الخضار القديم تم إنشاء مسجد بدعم من المؤمنين ولقد أقام الصلاة فيه الشيخ علي بن شبيث ولكنه توقف وتم هدمه بالنظر لفتوى عند شريحة من المسلمين تحرم الصلاة بالمقابر.س/ همسة في أذن كل من:1-طالب علم: أن يواصل تحصيله العلمي، وأن تكون أخلاقه عالية، ويسهم في بناء مجتمعه.2- خطيب حسيني: أن يستفيد من منهجية الشيخ الدكتور أحمد الوائلي في المنبر الحسيني،وفي ساحتنا المحلية يوجد من سار على نفس المنهج ومنهم:الملا داوود الكعبي،الملا ناصر بن نمر،الشيخ عبد الله السمين.3- نصيحة للشباب: الاستقامة، كما أنصحهم الاهتمام بالتحصيل العلمي، فقد كنت أتمنى مواصلة الدراسة الأكاديمية ولكن ظروف العمل منعتني. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ10/3/1430هـ

المصدر / 
بوابة حجي بن سلطان ... التراث والثقافة
http://3meed99.com/index.php?act=artc&id=224