الوجيه محمد بوخمسين
(الأستاذ سلمان الحجي) - (2009-11-29م)
مقابلة مع الوجيه محمد بن موسى بوخمسين (الجزء الثاني)
الوجيه محمد بن موسى بن أحمد بو خمسين، من مواليد حي الفوارس بمدينة الهفوف عام 1356هـ،تعلم قراءة القرآن الكريم عند الملا عبد الله المرزوق،ثم كسب مهارات الكتابة من الملا طاهر بوخمسين،بعدها التحق بالمدرسة الابتدائية الأولى عن طريق الانتساب، فقدم اختباراً واحداً عن ست سنوات دراسية ونجح بتفوق، وانتقل بذلك إلى المرحلة المتوسطة وبنفس الطريقة أدى اختباراً واحداً لثلاث سنوات، ونجح بتميز لينتقل بعدها إلى المرحلة الثانوية بنفس المدرسة، ودرس بشكل نظامي أول وثاني ثانوي،وعندما انتقل للصف الثالث ثانوي توقف عن الدراسة لانشغاله بأعمال التجارة مع والده، ثم استقل بنفسه ففتح محلاً تجارياً لبيع الملابس،وغير بعدها نشاطه التجاري إلى بيع المواد الغذائية بالمفرد،بعدها التحق بالعمل الحكومي بإدارة التعليم على المرتبة السادسة،واستمر في ذلك العمل لمدة خمس سنوات وقدم بعدها استقالته،وفتح مؤسسة للألبان،وغير هيكلها التنظيمي بعد مشوار من التطوير إلى شركة عائلية.من العضويات التي رشح إليها عضوية الغرفة التجارية والصناعية،وعضوية المجلس المحلي بالمحافظة في دورته السابقة،وعضوية جمعية البر الخيرية بالأحساء سابقاً،وغيرها من العضويات الحكومية والأهلية،ولمعرفة المزيد عن هذه الشخصية لنتابع ما صرح لنا به في لقائنا الثاني معه.
س/فتحنا النقاش في مقابلتنا السابقة بتوسع عن مشاريعك التجارية،فلو طلبنا منك ملخص لتجربة مصنع الألبان ،وما أبرز ملامحها.
ج/ المصنع بدأ بقناعة أولية بمدى نجاح التجارة في الألبان ومشتقاتها،وقررت بهدف معرفة المزيد عن أسرار هذه التجارة،القيام بزيارة لبعض مصانع الألبان بمناطق المملكة،أو خارجها في كل من مصر والعراق ودول أوربية،فعرفت من خلال زياراتي أسرار العمل،وأساليب النجاح،فتوكلت على الله وشرعت في إجراءات استخراج رخصة إنشاء المصنع،وحصلت على قرض مالي من صناديق الدولة بمعدل 50% من تكلفة المصنع،والسداد من 5-10 سنوات بدون فوائد،وقد حقق المشروع نتائجاً إيجابية في سوق العمل خصوصا في بداية نشأته، نظراً لما قدم من جهد مضاعف من قبل الإدارة لتطوير المشروع،كما لا يغفل دور الوالد حفظه الذي تحمل نفقات معيشتي بما خفف عليّ الدور الأسري،وجعلني مركزاً على ترجمة أهدافي الاقتصادية،ولا نغفل حزمة التسهيلات الحكومية المقدمة،من باب تشجيع رجال الأعمال على استثمار رؤوس الأموال الوطنية.
س/من تجربتكم مع العمالة السعودية،لو طلبنا منكم نصيحة تقدمها للشاب السعودي،ما أهم بنودها.
ج/الجد من نفسه،وأن يكون عملياً،وليعلم أن رزقه محفوظ،يحتاج منه الإرادة والجد والاجتهاد،وطموحي من الجميع خدمة الوطن وقضاء حوائج الناس،ونشر العلم وتوسع رقعة الحراك الثقافي بالمجتمع ورفع الحواجز الطائفية بين السنة والشيعة
.
س/بصفتك من رجال الأعمال الذين يعتمد عليهم لتغذية صناديق الحقوق الشرعية ،كيف تقيم إدارة الأخماس،وما ملاحظاتك لتطوير الإدارة المالية للمرجعيات .
ج/اسمح لي بأن أبدا لك بهدف الاستغلال الأمثل للموارد المالية التي بين أيدي المرجعيات الدينية بمقترح إنشاء صندوق واحد عام تدخل إليه كافة الأخماس المقبوضة من المؤمنين ولكافة مراجع الدين عبر تشكيل لجنة للقبض ولجنة أخرى لصرف الأموال وفق ضوابط شرعية وإدارية بعد دراسة أوضاع المجتمع المختلفة من مستحقين،ودعم المؤسسات العلمية،ومداوة المرضى،وطبع الكتب العلمية،وتوفر فرص دراسية تنموية داخل وخارج الوطن،وكل ما يسهم في تنمية المجتمع.
أما مصارفي من الحقوق الشرعية فقد حصلت على إجازة من مراجع الدين بصرف الخمس داخل الوطن بما يسهم في دعم مشاريع الجمعيات الخيرية بالمنطقة من الأيتام والفقراء.وأما عن طموحنا المستقبلي فهو استثمار أموال الخمس في المشاريع التجارية المتنوعة بما يسهم وفق دراسات الجدوى بمضاعفة رؤوس الأموال،ففي ذلك استغلال للمخصصات المالية وتنمية لصندوق المال إلا أن ذلك يتطلب عمل مؤسساتي ينبثق منها إدارة وعقلية اقتصادية مخلصة،قادرة على ترجمة تلك الأهداف إلى واقع،بما يخدم توجهات المرجعيات العليا وهو خدمة المجتمع وتنميته.
س/لو تحولنا بنقاشنا إلى ملفات تاريخية متنوعة،حدثنا عما في جعبتك من معلومات عن علاقة الشيخ موسى بو خمسين بالميرزا موسى الأحقاقي.
ج/الشيخ موسى كانت تربطه علاقة أخوية بالميرزا موسى الأحقاقي من أيام مزاملته له بالدراسة العلمية بحوزة النجف الأشرف.ويقال أنه عندما تصدى الشيخ موسى للمرجعية وقلد من أهالي الأحساء والكويت،لم تكن له رسالة علمية مكتوبة،فشتكى بعض شيعة دولة الكويت للشيخ موسى من غياب من يمثل مرجعيتهم،وصعوبة الوصول لآرائه الفقهية،فاقترح عليهم الشيخ موسى الرجوع في التقليد لمراجع الدين الآخرين ممن طبعوا رسائلهم العملية،مما دعا الميرزا موسى تعيين ابنه الميرزا علي وكيلاً عنه في الكويت.وقد دعى الشيخ موسى الميرزا موسى بالأحساء،ونزل كذلك لاحقاَ الميرزا علي ،وكان ذلك في زمن مرجعية الشيخ حبيب القرين عندما نزل الأحساء كآخر محطة في مرجعيته.
وأما عن خروج الميرزا علي من الأحساء،فكان بسبب بعض السلوكيات المشوشة من رجال الانشقاق من هنا وهناك،وبادر غير الناضجين للتصدي لذلك بنفس ظاهره الحكمة وباطنه التعصب،مما ساهم ذلك في تزايد الخصومات بين أفراد المجتمع الواحد،واشتعلت الفتنة بشكل متزايد بعد مغادرة الميرزا علي الأحساء،فأطلق بعض المغرضين إشاعة في أن عائلة بو خمسين هم الذين تسببوا في إخراج الميرزا علي بالنظر لكفالته من قبل العمدة علي بن طاهر بو خمسين،وهي عبارة عارية عن الصحة.
-ملامح شهر رمضان في السابق.
المساجد والمجالس في شهر رمضان تفتح ليلاً للعبادة من قراءة القرآن الكريم والدعاء والصلاة،كما أن من ملامحها أجواء روحانية وحس ديني أكثر من الآن،فقد كان التردد على المجالس وصلة الأرحام واضحا نظرا لقلة الناس وبساطة الحياة الاجتماعية،فلا تقارن مما هي عليه الآن بالنظر لتعقد الالتزامات العائلية والاجتماعية.
وأما عن الوضع الاقتصادي قبل اكتشاف البترول كان معقداً،فقد عشت ولله الحمد في أسرة وضعها الاقتصادي جيداً،ولكني رأيت بعيني بعض الفقراء يتصارعون على لقمة العيش ويستنجدون الأغنياء من أجل توفير ما يسد رمق الحياة،وكان وضعهم أصعب من فقراء هذا الزمان نظراً لكثرة الفقراء وقلة الاغنياء،كما كان دعم الفقراء في السابق أكثر،والاحترام بين الناس أفضل.
أما العلاقة بين الشيعة والسنة،فكانت علاقة ودية لا توجد فيها تشنجات ولا تنافر ولا تنابز بل على العكس من ذلك نمت بينهم المبادئ الإنسانية من الألفة والتسامح والتعايش والتضحية والمحبة إلى درجة تحقق زواج من بعضهم البعض وإن كانت أقل من مستوى الطموح.كما لم يوجد تحسس من تردد إخواننا السنة على الحسينيات في المناسبات وغيرها.في العقود المتأخرة حدثت بعض التغيرات السلبية بينهما بسبب الأوضاع السياسية لا الدينية،وإن كانت علاقتهما ببعض في المجتمع الواعي جيدة.
-تجربتي في المجلس المحلي:
تجربة بدائية مع أخوة لنا ومنهم حسين الطريفي وصالح البراك وعبد المحسن الجبر أكثر ما تعرض له المجلس مناقشة ملف المياه الخاص بوزارة الزراعة،وقد أوكل لي رئاسة اللجنة الزراعية،وقدمت ورقة علمية تخص مشاكل قلة المياه بالأحساء وكيفية معالجتها تتضمن حزمة من الحلول للعلاج ومن أهمها:توعية المزارعين بمخاطر الحفر العشوائي للآبار،وتحديد سقف أعلى للتكلفة،وما زاد عن استهلاك ذلك يغرم المزارع بمبلغ مالي ،إلا أن ذلك لم يطبق عمليا فقط بقيت تلك الدراسة كغيرها حبيسة الأدراج،بل أن المزارعين عندما وصلتهم صدى تلك الدراسة كانت ردودهم غير طبيعية تجاهنا.
-وأما عن تجربتي بعضوية مجلس الادارة للغرفة التجارية مع رئاسة ناصر الزرعة،وأمينها العام سعد البراهيم وكانت تلك في بداية افتتاح مقر الغرفة التجارية بالأحساء،وقدمنا بعض الخطوط العريضة لتطوير العمل بالغرفة ومثلها في عضوية جمعية البر الخيرية.
-زيارات ولاة الأمر
كانت لنا زيارات دورية لولاة الأمر بالدولة ابتداء من الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد،رحمهم الله،وأخيراً مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز،بهدف التواصل مع المسؤول،ومتابعة مطالب المواطنين.
س/هناك قضية اجتماعية خطيرة وهي تزايد أعداد العوانس بالمنطقة،لو سلمت هذا الملف ما هي مقترحاتك لعلاج ملف العنوسة.
ج/لاشك أن أعداد الفتيات اللاتي لم يحلفهن الحظ بالزواج في تزايد،والحل من وجهة نظري بتعدد الزوجات،ولكن ذلك الحل الاستراتيجي،قد لا يوفر الاستقرار للأزواج ،والواقع يثبت مشاكل التعدد لسبب أو لآخر.
س/حدثنا عما تعرفه عن كل من:
1- والدكم موسى:ورث الخير الكثير من والده من مزارع وغيرها،وكان يستثمر أمواله في بيع الأراضي ،فقد خطط بعض مزارعه وباعها،وكان عضوا في لجنة التحكيم بوازرة المالية،الوالد عنده عشق لكربلاء المقدسة،ويرغب أن يتحقق موته فيها.
2- جدكم أحمد:الجد بن خالة الشيخ موسى بو خمسين مباشرة،فأمهما من سادة المبرز،وكان مساندا للشيخ موسى ومن الأعمدة التي يعتمد عليها كما كان يشرف على مزارع الشيخ موسى،وعلى كافة أعماله التجارية،توفرت لديه أموال كثيرة ،وعين عضواً بهيئة الصلح والقسمة من قبل أمير الأحساء آنذاك عبد الله بن جلوي.
3- عمك الشيخ ياسين بو خمسين:شخصية دينية،ورجل أعمال ويملك أملاكا كثيرة منها ما ورثه من أبيه ومن أمه كريمة الشيخ محمد بو خمسين،وكان مجلسه مفتوحا،اشتهر بالكرم،واستقطاب الضيوف،وقوة الشخصية.من مواقفه البطولية عندما وفق في أحد المرات لزيارة قم المقدسة وسمع أن أحد المنحرفين زنا بفتاة فأقام الحد عليهما،فلما سمعت بذلك الجهات المختصة حضرت إليه لتستنكر عليه ما قام به فقال للمسؤول أنا الحاكم الشرعي وأنت لو تصرفت مثل هذا سأقيم عليك الحد الشرعي،توفي في عام 1400 هـ،ودفن في مقبرة الغري بالنجف الأشرف.
4- علي بن طاهر بو خمسين:شخصية بارزة بمجتمعه،وله مواقف مشرفة كثيرة،كان في صغره يتردد على مجلس الشيخ موسى بو خمسين،وعموديته بدأت بعد وفاة الشيخ موسى رحمه الله.
6-الشيخ باقر بو خمسين: شخصية لها ثقلها الميداني بالمجتمع،إضافة إلى أنه عالم دين هو أديب ومثقف،وله نتاج فكري،كما أن له مشاركة واسعة في الأوساط الاجتماعية،ساهم في حل قضايا المجتمع بما احتله من مساحات قريبة من قلوبهم.
7- الشيخ عبد الوهاب الغريري: تقي مخلص،مرح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
11/9/1430هـ
الوجيه محمد بن موسى بن أحمد بو خمسين، من مواليد حي الفوارس بمدينة الهفوف عام 1356هـ،تعلم قراءة القرآن الكريم عند الملا عبد الله المرزوق،ثم كسب مهارات الكتابة من الملا طاهر بوخمسين،بعدها التحق بالمدرسة الابتدائية الأولى عن طريق الانتساب، فقدم اختباراً واحداً عن ست سنوات دراسية ونجح بتفوق، وانتقل بذلك إلى المرحلة المتوسطة وبنفس الطريقة أدى اختباراً واحداً لثلاث سنوات، ونجح بتميز لينتقل بعدها إلى المرحلة الثانوية بنفس المدرسة، ودرس بشكل نظامي أول وثاني ثانوي،وعندما انتقل للصف الثالث ثانوي توقف عن الدراسة لانشغاله بأعمال التجارة مع والده، ثم استقل بنفسه ففتح محلاً تجارياً لبيع الملابس،وغير بعدها نشاطه التجاري إلى بيع المواد الغذائية بالمفرد،بعدها التحق بالعمل الحكومي بإدارة التعليم على المرتبة السادسة،واستمر في ذلك العمل لمدة خمس سنوات وقدم بعدها استقالته،وفتح مؤسسة للألبان،وغير هيكلها التنظيمي بعد مشوار من التطوير إلى شركة عائلية.من العضويات التي رشح إليها عضوية الغرفة التجارية والصناعية،وعضوية المجلس المحلي بالمحافظة في دورته السابقة،وعضوية جمعية البر الخيرية بالأحساء سابقاً،وغيرها من العضويات الحكومية والأهلية،ولمعرفة المزيد عن هذه الشخصية لنتابع ما صرح لنا به في لقائنا الثاني معه.
س/فتحنا النقاش في مقابلتنا السابقة بتوسع عن مشاريعك التجارية،فلو طلبنا منك ملخص لتجربة مصنع الألبان ،وما أبرز ملامحها.
ج/ المصنع بدأ بقناعة أولية بمدى نجاح التجارة في الألبان ومشتقاتها،وقررت بهدف معرفة المزيد عن أسرار هذه التجارة،القيام بزيارة لبعض مصانع الألبان بمناطق المملكة،أو خارجها في كل من مصر والعراق ودول أوربية،فعرفت من خلال زياراتي أسرار العمل،وأساليب النجاح،فتوكلت على الله وشرعت في إجراءات استخراج رخصة إنشاء المصنع،وحصلت على قرض مالي من صناديق الدولة بمعدل 50% من تكلفة المصنع،والسداد من 5-10 سنوات بدون فوائد،وقد حقق المشروع نتائجاً إيجابية في سوق العمل خصوصا في بداية نشأته، نظراً لما قدم من جهد مضاعف من قبل الإدارة لتطوير المشروع،كما لا يغفل دور الوالد حفظه الذي تحمل نفقات معيشتي بما خفف عليّ الدور الأسري،وجعلني مركزاً على ترجمة أهدافي الاقتصادية،ولا نغفل حزمة التسهيلات الحكومية المقدمة،من باب تشجيع رجال الأعمال على استثمار رؤوس الأموال الوطنية.
س/من تجربتكم مع العمالة السعودية،لو طلبنا منكم نصيحة تقدمها للشاب السعودي،ما أهم بنودها.
ج/الجد من نفسه،وأن يكون عملياً،وليعلم أن رزقه محفوظ،يحتاج منه الإرادة والجد والاجتهاد،وطموحي من الجميع خدمة الوطن وقضاء حوائج الناس،ونشر العلم وتوسع رقعة الحراك الثقافي بالمجتمع ورفع الحواجز الطائفية بين السنة والشيعة
.
س/بصفتك من رجال الأعمال الذين يعتمد عليهم لتغذية صناديق الحقوق الشرعية ،كيف تقيم إدارة الأخماس،وما ملاحظاتك لتطوير الإدارة المالية للمرجعيات .
ج/اسمح لي بأن أبدا لك بهدف الاستغلال الأمثل للموارد المالية التي بين أيدي المرجعيات الدينية بمقترح إنشاء صندوق واحد عام تدخل إليه كافة الأخماس المقبوضة من المؤمنين ولكافة مراجع الدين عبر تشكيل لجنة للقبض ولجنة أخرى لصرف الأموال وفق ضوابط شرعية وإدارية بعد دراسة أوضاع المجتمع المختلفة من مستحقين،ودعم المؤسسات العلمية،ومداوة المرضى،وطبع الكتب العلمية،وتوفر فرص دراسية تنموية داخل وخارج الوطن،وكل ما يسهم في تنمية المجتمع.
أما مصارفي من الحقوق الشرعية فقد حصلت على إجازة من مراجع الدين بصرف الخمس داخل الوطن بما يسهم في دعم مشاريع الجمعيات الخيرية بالمنطقة من الأيتام والفقراء.وأما عن طموحنا المستقبلي فهو استثمار أموال الخمس في المشاريع التجارية المتنوعة بما يسهم وفق دراسات الجدوى بمضاعفة رؤوس الأموال،ففي ذلك استغلال للمخصصات المالية وتنمية لصندوق المال إلا أن ذلك يتطلب عمل مؤسساتي ينبثق منها إدارة وعقلية اقتصادية مخلصة،قادرة على ترجمة تلك الأهداف إلى واقع،بما يخدم توجهات المرجعيات العليا وهو خدمة المجتمع وتنميته.
س/لو تحولنا بنقاشنا إلى ملفات تاريخية متنوعة،حدثنا عما في جعبتك من معلومات عن علاقة الشيخ موسى بو خمسين بالميرزا موسى الأحقاقي.
ج/الشيخ موسى كانت تربطه علاقة أخوية بالميرزا موسى الأحقاقي من أيام مزاملته له بالدراسة العلمية بحوزة النجف الأشرف.ويقال أنه عندما تصدى الشيخ موسى للمرجعية وقلد من أهالي الأحساء والكويت،لم تكن له رسالة علمية مكتوبة،فشتكى بعض شيعة دولة الكويت للشيخ موسى من غياب من يمثل مرجعيتهم،وصعوبة الوصول لآرائه الفقهية،فاقترح عليهم الشيخ موسى الرجوع في التقليد لمراجع الدين الآخرين ممن طبعوا رسائلهم العملية،مما دعا الميرزا موسى تعيين ابنه الميرزا علي وكيلاً عنه في الكويت.وقد دعى الشيخ موسى الميرزا موسى بالأحساء،ونزل كذلك لاحقاَ الميرزا علي ،وكان ذلك في زمن مرجعية الشيخ حبيب القرين عندما نزل الأحساء كآخر محطة في مرجعيته.
وأما عن خروج الميرزا علي من الأحساء،فكان بسبب بعض السلوكيات المشوشة من رجال الانشقاق من هنا وهناك،وبادر غير الناضجين للتصدي لذلك بنفس ظاهره الحكمة وباطنه التعصب،مما ساهم ذلك في تزايد الخصومات بين أفراد المجتمع الواحد،واشتعلت الفتنة بشكل متزايد بعد مغادرة الميرزا علي الأحساء،فأطلق بعض المغرضين إشاعة في أن عائلة بو خمسين هم الذين تسببوا في إخراج الميرزا علي بالنظر لكفالته من قبل العمدة علي بن طاهر بو خمسين،وهي عبارة عارية عن الصحة.
-ملامح شهر رمضان في السابق.
المساجد والمجالس في شهر رمضان تفتح ليلاً للعبادة من قراءة القرآن الكريم والدعاء والصلاة،كما أن من ملامحها أجواء روحانية وحس ديني أكثر من الآن،فقد كان التردد على المجالس وصلة الأرحام واضحا نظرا لقلة الناس وبساطة الحياة الاجتماعية،فلا تقارن مما هي عليه الآن بالنظر لتعقد الالتزامات العائلية والاجتماعية.
وأما عن الوضع الاقتصادي قبل اكتشاف البترول كان معقداً،فقد عشت ولله الحمد في أسرة وضعها الاقتصادي جيداً،ولكني رأيت بعيني بعض الفقراء يتصارعون على لقمة العيش ويستنجدون الأغنياء من أجل توفير ما يسد رمق الحياة،وكان وضعهم أصعب من فقراء هذا الزمان نظراً لكثرة الفقراء وقلة الاغنياء،كما كان دعم الفقراء في السابق أكثر،والاحترام بين الناس أفضل.
أما العلاقة بين الشيعة والسنة،فكانت علاقة ودية لا توجد فيها تشنجات ولا تنافر ولا تنابز بل على العكس من ذلك نمت بينهم المبادئ الإنسانية من الألفة والتسامح والتعايش والتضحية والمحبة إلى درجة تحقق زواج من بعضهم البعض وإن كانت أقل من مستوى الطموح.كما لم يوجد تحسس من تردد إخواننا السنة على الحسينيات في المناسبات وغيرها.في العقود المتأخرة حدثت بعض التغيرات السلبية بينهما بسبب الأوضاع السياسية لا الدينية،وإن كانت علاقتهما ببعض في المجتمع الواعي جيدة.
-تجربتي في المجلس المحلي:
تجربة بدائية مع أخوة لنا ومنهم حسين الطريفي وصالح البراك وعبد المحسن الجبر أكثر ما تعرض له المجلس مناقشة ملف المياه الخاص بوزارة الزراعة،وقد أوكل لي رئاسة اللجنة الزراعية،وقدمت ورقة علمية تخص مشاكل قلة المياه بالأحساء وكيفية معالجتها تتضمن حزمة من الحلول للعلاج ومن أهمها:توعية المزارعين بمخاطر الحفر العشوائي للآبار،وتحديد سقف أعلى للتكلفة،وما زاد عن استهلاك ذلك يغرم المزارع بمبلغ مالي ،إلا أن ذلك لم يطبق عمليا فقط بقيت تلك الدراسة كغيرها حبيسة الأدراج،بل أن المزارعين عندما وصلتهم صدى تلك الدراسة كانت ردودهم غير طبيعية تجاهنا.
-وأما عن تجربتي بعضوية مجلس الادارة للغرفة التجارية مع رئاسة ناصر الزرعة،وأمينها العام سعد البراهيم وكانت تلك في بداية افتتاح مقر الغرفة التجارية بالأحساء،وقدمنا بعض الخطوط العريضة لتطوير العمل بالغرفة ومثلها في عضوية جمعية البر الخيرية.
-زيارات ولاة الأمر
كانت لنا زيارات دورية لولاة الأمر بالدولة ابتداء من الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد،رحمهم الله،وأخيراً مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز،بهدف التواصل مع المسؤول،ومتابعة مطالب المواطنين.
س/هناك قضية اجتماعية خطيرة وهي تزايد أعداد العوانس بالمنطقة،لو سلمت هذا الملف ما هي مقترحاتك لعلاج ملف العنوسة.
ج/لاشك أن أعداد الفتيات اللاتي لم يحلفهن الحظ بالزواج في تزايد،والحل من وجهة نظري بتعدد الزوجات،ولكن ذلك الحل الاستراتيجي،قد لا يوفر الاستقرار للأزواج ،والواقع يثبت مشاكل التعدد لسبب أو لآخر.
س/حدثنا عما تعرفه عن كل من:
1- والدكم موسى:ورث الخير الكثير من والده من مزارع وغيرها،وكان يستثمر أمواله في بيع الأراضي ،فقد خطط بعض مزارعه وباعها،وكان عضوا في لجنة التحكيم بوازرة المالية،الوالد عنده عشق لكربلاء المقدسة،ويرغب أن يتحقق موته فيها.
2- جدكم أحمد:الجد بن خالة الشيخ موسى بو خمسين مباشرة،فأمهما من سادة المبرز،وكان مساندا للشيخ موسى ومن الأعمدة التي يعتمد عليها كما كان يشرف على مزارع الشيخ موسى،وعلى كافة أعماله التجارية،توفرت لديه أموال كثيرة ،وعين عضواً بهيئة الصلح والقسمة من قبل أمير الأحساء آنذاك عبد الله بن جلوي.
3- عمك الشيخ ياسين بو خمسين:شخصية دينية،ورجل أعمال ويملك أملاكا كثيرة منها ما ورثه من أبيه ومن أمه كريمة الشيخ محمد بو خمسين،وكان مجلسه مفتوحا،اشتهر بالكرم،واستقطاب الضيوف،وقوة الشخصية.من مواقفه البطولية عندما وفق في أحد المرات لزيارة قم المقدسة وسمع أن أحد المنحرفين زنا بفتاة فأقام الحد عليهما،فلما سمعت بذلك الجهات المختصة حضرت إليه لتستنكر عليه ما قام به فقال للمسؤول أنا الحاكم الشرعي وأنت لو تصرفت مثل هذا سأقيم عليك الحد الشرعي،توفي في عام 1400 هـ،ودفن في مقبرة الغري بالنجف الأشرف.
4- علي بن طاهر بو خمسين:شخصية بارزة بمجتمعه،وله مواقف مشرفة كثيرة،كان في صغره يتردد على مجلس الشيخ موسى بو خمسين،وعموديته بدأت بعد وفاة الشيخ موسى رحمه الله.
6-الشيخ باقر بو خمسين: شخصية لها ثقلها الميداني بالمجتمع،إضافة إلى أنه عالم دين هو أديب ومثقف،وله نتاج فكري،كما أن له مشاركة واسعة في الأوساط الاجتماعية،ساهم في حل قضايا المجتمع بما احتله من مساحات قريبة من قلوبهم.
7- الشيخ عبد الوهاب الغريري: تقي مخلص،مرح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
11/9/1430هـ
بوابة حجي بن سلطان ... التراث والثقافة
0 تعليقات